المخزن يحول العرض الإنساني الجزائري إلى ابتزاز سياسي خبيث
بالرغم من العرض الإنساني البحت من الجزائر حول استعدادها وجاهزية فريق إنقاذ خاص من الحماية المدنية لتقديم المساعدة للجانب المغربي في محنته التي ألمت به جراء الزلزال الذي ضرب البلاد وخلف أكثر من 2400 قتيل لحد الأن ، وبالرغم من إقرار نظام المخزن بعجز فرق إنقاذه على الوصول إلى الضحايا في المناطق البعيدة ، إلا أنه ظل يتماطل في الرد على العرض الإنساني الجزائري المصحوب بقرار فتح المجال الجوي أمام الرحلات الإنسانية ، إلى أن نطق أحد زبانيته اليوم وهو وزير العدل الذي نقلت بعض وسائل الإعلام المغربية تصريحه بالقول ” نرحب بالمساعدات الجزائرية لكن بالتنسيق مع وزارة الخارجية” ، مواصلا أنّ ” فرق الإغاثة تواجه صعوبات في الوصول إلى العالقين بالمناطق الجبلية، مشيرا إلى أنّه لا يمكن حصر خسائر الزلزال الآن، “والأولوية لإغاثة المنكوبين”، حسب قوله.
و يستشف من هذا التصريح أن النظام المخزني الذي لا يهمه وضع الشعب المغربي الشقيق المغبون على أمره ، ولا يعير أي اهتمام لوضعه المأساوي الذي زاده الزلزال مأساوية ، في مقابل محاولته تحويل العرض الإنساني للجزائر والذي شهد بشهامته أمين عام الجامعة العربية منذ يوم فقط ، ليجعل منه محل ابتزاز سياسي و كأنه محل معاملة لدولة عدوة و غير صديقة أو جارة ، في حين يستقبل المساعدات من دولة الكيان دون تردد .
إن العرض الجزائري لم يكن ذات صبغة سياسية ابدا ، بل هو الموقف الجزائري الدائم في مثل هذه الظروف و المواقف ومع جميع الدول دون استثناء ، كما أنه الموقف المسجل لها منذ الأزل في دعمها و وقوفها مع جميع الشعوب المستضعفة أو المغبونة أو المتضررة ، وما موقفها مع الإخوة السوريين إلا مثال قريب ، و لن يكون مثال الأشقاء المغاربة ببعيد باعتبارهم الأقرب ، فليبتعد المخزن عن خبثه و مكره بشعبه المغبون قبل محاولة الخبث مع بلد إسمه الجزائر .
أيوب . ص