حل رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، اليوم الخميس، بموقع غارا جبيلات لوضع حجر الأساس لمشروع انجاز مصنع المعالجة الأولية لخام حديد منجم غارا جبيلات، في إطار زيارة عمل وتفقد إلى ولاية تندوف يشرف خلالها على تدشين ومعاينة عدد من المشاريع التنموية والحيوية .
و عقب تلقيه عرضا مصورا حول عمل المنجم و آفاق تطويره و الانعكاسات الايجابية لاستغلاله في مستهل زيارته حسب ما نقلته وكالة الأنباء الجزائرية ، صرح الرئيس تبون بأن ” هذا يوم تاريخي و لقد بلغنا مرحلة هامة ” في هذا المشروع، داعيا لتسريع وتيرة العمل و الإسراع في الاستغلال الأمثل لمقدرات المنجم.
و تابع رئيس الجمهورية حسب ذات المصدر : ” المنجم سيخلق حياة اقتصادية و اجتماعية جديدة”، مؤكدا على تكثيف العمل أكثر “لتلبية حاجياتنا الكبرى و من ثم التوجه نحو التصدير، خصوصا أن المنتوج الجزائري ذا نوعية و مطلوب في الخارج ” .
و وضع رئيس الجمهورية في أول محطة من زيارته إلى المنطقة ، حجر الأساس لمشروع مصنع المعالجة الأولية لخام الحديد المستخرج من منجم غارا جبيلات الذي يعد أكبر استثمار منجمي في الجزائر منذ الاستقلال باحتياطي يصل إلى حوالي 5ر3 مليار طن من الحديد.
وسيمر هذا المشروع الهيكلي بعدة مراحل ممتدة من 2022 إلى 2040, حيث سيتم خلال المرحلة الأولى استخراج من 2 إلى 3 مليون طن في السنة من خام الحديد ونقله برا، فيما ستنطلق المرحلة الثانية بعد إنجاز خط السكة الحديدية، حيث سيتم استغلال المنجم بطاقة كبرى تسمح باستخراج من 40 الى 50 مليون طن سنويا ، كما سيوفر هذا المشروع العملاق كمرحلة أولى حوالي 3 آلاف منصب شغل واستحداث مهن حرفية أخرى ذات صلة.
وتتمثل عملية المعالجة الاولية لخام الحديد في سحق وغربلة المادة الاولية المستخرجة والفصل الجاف، يليها التخزين ثم النقل، وفق الشروحات المقدمة التي اكدت ان الدراسات الخاصة بالمشروع سمحت بالوصول لطريقة مبتكرة للخروج بخام مركز “صالح للتسويق محليا ودوليا”.
وستمكن التقنيات المستعملة في المعالجة من الوصول الى قيمة استرجاع الحديد الخام بنسبة 85 بالمائة بفضل عمليات الفصل المغناطيسي الجاف التي تسمح برفع نسبة الحديد مع تقليل نسبة الفوسفور الى 0,68 بالمائة.
كما ستسمح نشاطات تطوير واستغلال المشروع المنجمي المهيكل والاستراتيجي ككل بخلق حركية اقتصادية كبرى ليس فقط في منطقة الجنوب الغربي للبلاد بل عبر كافة مناطق الوطن كونه سيساهم في تطوير القطاع المنجمي الوطني وتسريع مسعى تنويع الاقتصاد وترقية الصادرات خارج المحروقات .
ويشرف على استغلال المنجم، الذي يندرج ضمن سياسة الدولة لبعث قطاع المناجم لتنويع الاقتصاد الوطني ودفع التصنيع، الشركة الوطنية للحديد والصلب (فيرال) التابعة للمجمع الصناعي المنجمي (سوناريم) بالشراكة مع الائتلاف الصيني (سي ام اش).
ويتم نشاط تثمين واستغلال المنجم، الذي انطلق منذ اكثر من سنة، على مستوى المنطقة الغربية للمنجم التي تضم احتياطات قدرها 1,7 مليار طن، اي ما يفوق نصف الاحتياطي الاجمالي.
أيوب . ص